أم محمود زوجة عم علي ماتت

الحكاية ببساطة

أم محمود ست طيبة جدا وليست بأم .. متزوجة من عم علي ولم يرزقهما الله بالذرية

قدر الله وماشاء فعل

حكايتهما مريرة وجميلة في نفس الوقت

ماذا أقول ؟

حكاية حب

صراع مع المرض

صبر علي البلاء

الرضا بقضاء الله

ماذا أقول ومن أين ابدأ؟

عم علي صاحب كشك(دكان صغير ) قريباً من بيتنا قريب جدا منذ أن كنت صغيرة لم أر " عم علي" يوماً ضايق ام محمود " زوجته" كان دائما يسمعها حين تتحدث . ينصت اليها . حتي وإن غضبت إبتسم اليها وأعطانا ماتريد أم محمود إعطاءنا

كنا (أولاد وبنات الجيران ) البنات تلعب أمام بيتها والصبيان بالكرة اما أم محمود فكانت تأتي لنا تعطينا " الشوكولاته" هذا ماكان يجعلها تغضب من " عم علي" لعدم إعطائنا مانحب

هذه ذكرى بسيطة تذكرتها

في يوم سألت امي : أين محمود ابنها هذا ؟

قالت لي : ليس عندها ابناء . لم يرزقها ربنا بعد بالذرية .

حزنت لها ولكن .. هاهي الحياة تنسينا دائما

اتذكر حينما كانت تقول .. اهلا أبلة ... ...... حمدلله علي سلامتك (هذا حينما اعود من جامعتي) سبحان الله وكأنها تراقب حركتي (لا أقصد إساءة أو اني متضايقة ) بالعكس

إنه شعور كأن لك أما تريد الإطمئنان عليك

أم محمود لم أرها يوماً تشكو ضيق العيش ولم أرها يوماً تضايق أحداً

منذ ثلاثة اعوام وهي في صراع مع المرض , لم أرها يوماً تتذمر او تشتكي

لا والله

بل دوماً تردد الحمدلله انا احسن

مصاريف العلاج كانت كثيرة عليها وعلي " عم علي الطيب" " ولكن الله لاينسي عبيده

في رمضان امي تقول هذا إفطار " أم محمود وعم علي" كنت أشعر بسعادة بالغة

اليوم فقط

إستيقظت علي رؤيا " قبل أن اعرف الخبر كان غريباً بالنسبة لي " رأيتها تسير أمامي ويدها بها حلوي لأطفال صغار , لم أعي ماهذا

إلا حينما عادت امي من العمل وقالت لي أم محمود توفاها الله

قلت لها متي ؟

توفاها الله منذ ثلاثة أيام

كيف علمت امي؟

يومياً تنظر أمي " للكشك" ولاتجده مفتوحا (علي الرغم من قلة مابه )إن شئت قل ليس به شيئا

اليوم فقط وجدت " عم علي " ومعه جارتنا وزوجها فسألته " عم علي " أين ام محمود وكيف صحتها اليوم ؟

قال لها ام محمود توفاها الله منذ ثلاثة ايام

أمي إسترجعت وبدأت تذكره بالصبر والحمد

ولكن ماوجدت منه الا دمعة نزلت علي خده وفاءاً وتقديرا وإحتراما لزوجته وشريكة حياته

أم محمــود

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرحمها وينور قبرها وويأجرها علي صبرها ويحشرها مع الانبياء والصالحين .. اللهم آمين