Wednesday, February 11, 2009

ســـأربي بطلا "مقدمة"

بينما أتابع مايحدث في غزة من قتل وقصف ودمار تفاجأت بإبني يقترب مني (ابني الكبير محمود ذو الخمسة أعوام) جاء لي وهو يبكي بحرقة , فقمت إليه و مسحت دموعه وقلت له مايبكيك ؟ هل أخذت اختك لعبتك ككل مرة ؟؟ فرد عليّ بإيماءة مفاداها النفي. فقلت هل تشعر بالجوع؟ فرد عليّ بنفس الرد ونفس الطريقة .فقلت ماذا حدث إذن؟


فقال لي بصوت متقطع وممزوج بالبكاء :


لم..ا.س..ت..طع رؤيت..ك ي...اااامي


لم استطع رؤيتك ياامي


ولا لع..ب..ت..ي


ولا لعبتي


ولااخ...تي


ولا اختي




تجمد الدم في عروقي وشعرت برعشة قوية في جسدي , قربت منه , لوحّت بيدي أمام عينيه ولكنه قال لي أنه يراني الان ,شعرت بأني سأصاب بالجنون إن لم أفهم ماحدث.فأسرعت بالخطي الي المطبخ واحضرت له عصير البرتقال حتي يهدأ قليلا .


بعد أن فرغ من شرابه قلبت له . ها اخبرني ماذا حدث؟




قال لي لؤي يااأمي أردت أن اشعر بما يشعر به لؤي بعد ان فقد عيناه,فوضعت يدي علي عيني فلم أر لعبتي ولا اختي ولا انتي وكنت أري ظلاما في ظلام يااأمي ,فبكيت وفتحت عيني


إندهشت مما قال ابني بل أقل شئ يقال لوصف شعوري هو إني شعرت بفخر وفي نفس الوقت خوف


فخر لأن ابني ليس أنانيا


خوف لاني الان في رأسي العديد من الاسئلة


بعد مارأي ابني ماحدث هل سيصبح سويا ام ان هذه المشاهد ستؤثر عليه؟ طيب ابني رأي فقط ,فكيف بالاطفال الذي عاشوا هذه الاحداث؟؟


كيف سأربيك يابُني؟فأنت وجميع أطفالنا يجب أن نفكر جيدا كيف ستكون حياتكم ؟


حسناَ من الان سأخطط جيداَ لاربيك يامحمود بطلاَ


لن تكون جبانا باذن الله

:::::::::::::::::
يتبع بحلقات قصيرة


هذه ليست قصتي ولكن اعتقد انها مرت بمعظم الامهات او حتي فكرت فيها اغلبية الامهات